ابراهيم المشرف العام
عدد المساهمات : 4536 نقاط : 13294 السٌّمعَة : 262 تاريخ التسجيل : 27/07/2009 العمل/الترفيه : اعمال حرة
| موضوع: ما هي البدعة ؟؟ وهل هناك بدعة حسنة ؟؟ الجمعة سبتمبر 25, 2009 6:49 am | |
| هذا الكلام فيه حق وباطل ، أما الحق فهو أن البدعة هي الأمر المحدث في الدين وليس لها أصل في الشرع ، فكل أمر في الدين ليس له أصل في الشرع فإحداثة بدعة كما قال العلماء . أما الباطل فهو تقسيم البدعة إلى حسنة ومستقبحة ونحوها من التقسيمات ، فهذا التقسيم وإن صرح به البعض فهو مخالف لظاهر السنة حيث حكم النبي صلى الله عليه وسلم على كل بدعة بأنها ضلالة ، كما روى مسلم في صحيحه عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذا خطب يقول : أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ " . والواجب اتباع النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك وترك قول أي قائل سواه ، وقد نص الأئمة رحمهم الله تعالى على وجوب اتباع كتاب الله عزوجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وعدم تقليدهم : 1- قال الإمام أبو حنيفة رحمه الله : إذا صح الحديث فهو مذهبي 0 وقال : إذا قلت قولا يخالف كتاب الله تعالى وخبر الرسول صلى الله عليه وسلم فاتركوا قولي 0 2- وقال الإمام مالك رحمه الله : ليس أحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا ويؤخذ من قوله ويترك إلا النبي صلى الله عليه وسلم 0 وقال : إنما أنا بشر أخطئ وأصيب ، فانظروا في رأيي ، فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوه ، وكل ما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه 0 3- وقال الإمام الشافعي رحمه الله : كل ما قلت فكان عن النبي صلى الله عليه وسلم خلاف قولي مما يصح ، فحديث النبي أولى ، فلا تقلدوني 0 وقال : أجمع المسلمون على أن من استبان له سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لم يحل له أن يدعها لقول أحد 0 4- وقال الإمام أحمد رحمه الله : لا تقلدني ولا تقلد مالكا ولا الشافعي ولا الأوزاعي ، وخذ من حيث أخذوا 0 وقال : الاتباع أن يتبع الرجل ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أصحابه ، ثم هو من بعد التابعين مخير 0 أما الاستدلال بفعل الصحابة ففيه خلط أيضا ، إذا أن أبا هريرة لم يبتدع بدعة بتسبيحه ألف تسبيحة ، فإن المقرر عند العلماء هو أن الذكر المطلق ( الذي لم يقيد بزمان أو مكان ) لا حد له ، فيجوز أن يسبح المسلم أو يهلل أو يكبر ما شاء من العدد ، لأن أصل التسبيح أو التكبير أو التهليل ثابت شرعا ، والعدد فيه غير محدد بالنسبة للذكر المطلق ، بخلاف الذكر المقيد الذي لا تجوز الزيادة عليه كعدد التسبيحات والتحميدات والتكبيرات بعد الصلاة ، فهي مقيدة بعدد محدد لا تجوز الزيادة عليه . أما قول رفاعة فإن النبي صلى الله عليه وسلم أقره على قوله ، وإقرار النبي صلى الله عليه وسلم حجة شرعية ، فالعبرة بإقراره لا بقول رفاعة ، فلا يقال بأن رفاعة ألف ذكرا من عنده ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أقره فأصبح سنة . وكذا صلاة بلال ركعتين بعد كل وضوء ، قد أقره النبي صلى الله عليه وسلم عليه فأصبح سنة لإقراره ، مع أن النبي صلى الله عليه وسلم قد شرع ركعتي الوضوء ، فليست بدعة ابتدعها بلال رضي الله عنه . أما الاستدلال بقول العلماء على حكم شرعي فهذا مما ينبذه العلماء ويكرهونه كما مر من أقوال الأئمة الأربعة ، فالحجة في الكتاب والسنة لا في قول العلماء المجرد من الدليل الشرعي . فالواجب على كل مسلم أن يتقي الله في نفسه ولا يتكلم إلا عن دليل شرعي وحجة واضحة ، ولا يلبس على الناس دينهم ، فإن الحق واضح وضوح الشمس ، المرجع هو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بفهم الصحابة رضي الله عنهم ، ولا يجوز تقليد أحد كائن من كان بدون دليل شرعي من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وكل خير في اتباع من سلف ، وكل شر في ابتداع من خلف . وفق الله الجميع لاتباع الكتاب والسنة . والله أعلم . | |
|