على عضو فضي
عدد المساهمات : 347 نقاط : 761 السٌّمعَة : 36 تاريخ الميلاد : 01/11/1970 تاريخ التسجيل : 05/08/2009 العمر : 54
| موضوع: الحياة الدنيا بالنسبة للمؤمن والكافر الإثنين ديسمبر 28, 2009 4:27 am | |
| الحياة الدنيا بالنسبة للمؤمن والكافر :
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر )) [رواه مسلم].
قال النبي صلى الله عليه وسلم لابن عمر رضي الله عنهما: (( كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل )) [رواه البخاري] .
وزاد الترمذي في روايته: (( وعد نفسك من أصحاب القبور )) .
قال صلى الله عليه وسلم مبيناً حقارة الدنيا: (( ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم أصبعه في اليم ، فلينظر بم يرجع )) [رواه مسلم] . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(مالي وللدنيا ، إنما أنا كرجل قال تحت ظل الشجرة ثم راح وتركها)
قال صلى الله عليه وسلم: (( مالي وللدنيا ،إنما مثلي ومثل الدنيا كمثل راكب قال ـ أي نام ـ في ظل شجرة ، في يوم صائف ، ثم راح وتركها )) [رواه الترمذي وأحمد وهو صحيح].
قال صلى الله عليه وسلم: (( لوكانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ، ما سقى كافراً منها شربة ماء )) [رواه الترمذي وصححه الألباني] .
قال صلى الله عليه وسلم: (( ازهد في الدنيا يحبك الله ، وازهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس )) [رواه ابن ماجه وصححه الألباني] .
قال صلى الله عليه وسلم: ( اقتربت الساعة ولا يزداد الناس على الدنيا إلا حرصاً ، ولا يزدادون من الله إلا بعداً )) [رواه الحاكم وحسنه الألباني] .
قال ابن القيم رحمه الله: ( لا تتم الرغبة في الآخرة إلا بالزهد في الدنيا ، فإيثار الدنيا على الآخرة إما من فساد في الإيمان ، وإما من فساد في العقل ، أو منهما معاً.
ولذا نبذها رسول الله صلى الله عليه وسلم وراء ظهره هو وأصحابه ، وصرفوا عنها قلوبهم ، وهجروها ولم يميلوا إليها ، عدوها سجناً لا جنة ، فزهدوا فيها حقيقة الزهد ، ولو أرادوها لنالوا منها كل محبوب ، ولوصلوا منها إلى كل مرغوب ، ولكنهم علموا أنها دار عبور لا دار سرور ، وأنها سحابة صيف ينقشع عن قليل ، وخيال طيف ما استتم الزيارة حتى أذن بالرحيل ) قال تعــالى : " قل متاع الدنيـا قليل والآخرة خيــر لمن أتقى ولا تظلمون فتيلا "
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ : " الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ وَجَنَّةُ الْكَافِرِ " .
سئل الشيخ ابن عثيمين عن معنى هذا الحديث قال : ان الدنيا مهما عظم نعيمها وطابت أيامها وزهت مساكنها فإنها للمؤمن بمنزلة السجن لأن المؤمن يتطلع إلى نعيم أفضل وأكمل وأعلى وأما بالنسبة للكافر فإنها جنته لأنه ينعم فيها وينسى الآخرة ويكون كما قال الله تعالى فيهم (وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوىً لَهُم) والكافر إذا مات لم يجد أمامه إلا النار والعياذ بالله فكانت له النار ولهذا كانت الدنيا على ما فيها من التمغيص والكدر والهموم والغموم كانت بالنسبة للكافر جنة لأنه ينتقل منها إلى عذاب إلى عذاب النار والعياذ بالله فالنار بالنسبة له بمنزلة الجنة
ويذكر عن ابن حجر العسقلاني رحمه الله صاحب فتح الباري وكان هو قاضي قضاة مصر في وقته كان يمر بالسوق على العربة في موكب فاستوقفه ذات يوم رجل من اليهود وقال له إن نبيكم يقول إن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر وكيف ذلك وأنت في هذا الترف والاحتفاء وهو يعني نفسه اليهودي في غاية ما يكون من الفقر والذل فكيف ذلك فقال له ابن حجر رحمه الله أنا وإن كنت كما ترى من الإحتفاء والخدم فهو بالنسبة لي بما يحصل للمؤمن من نعيم الجنة كالسجن وأنت بما أنت فيه من هذا الفقر والذل بالنسبة لما يلقاه الكافر في النار بمنزلة الجنة فأعجب اليهودي هذا الكلام وشهد شهادة الحق قال أشهد أن لا إله ألا الله وأشهد أن محمداً رسول الله.
يقول الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى
الدنيا سجن المؤمن رواه مسلم والترمذي وغيرهما، فيه تفسيران صحيحان: أحدهما أن المؤمن قيده إيمانه عن المحظورات والكافر مطلق التصرف. الثاني أن ذلك باعتبار العواقب فالمؤمن لو كان أنعم الناس فذلك بالإضافة إلى مآله في الجنة كالسجن، والكفار عكسه، فإنه لو كان أشد الناس بؤساً فذلك بالنسبة إلى النار جنته.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى المؤمن أرجح في النعيم واللذة من الكافر في الدنيا قبل الآخرة وإن كانت الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر. وهذا مما يظهر به حسن حال المؤمن وترجحه في النعيم واللذة على الكافر في الدنيا قبل الآخرة وإن كانت الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر . فأما ما وعد به المؤمن بعد الموت من كرامة الله فإنه تكون الدنيا بالنسبة إليه سجناً وما للكافر بعد الموت من عذاب الله فإنه تكون الدنيا جنة بالنسبة إلي ذلك.
اللهم لا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا الى النار مصيرنا اللهم اجعل الجنة هي دارنا | |
|