ابراهيم المشرف العام
عدد المساهمات : 4536 نقاط : 13294 السٌّمعَة : 262 تاريخ التسجيل : 27/07/2009 العمل/الترفيه : اعمال حرة
| موضوع: الامام على كرم الله وجهه الأحد أغسطس 02, 2009 5:49 pm | |
| الإمـام عـلـي كـرَّم اللـه وجـهـه شجاعة الإمام عليٍّ كرَّم الله وجهه ظلَّ الإمام عليَّاً على مرِّ الزمان رمز الفارس الأوحد الذي تضرب به الأمثال فـي الشجاعة والبسالة والإقدام، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أبسلُ الناس عليٌّ وأشجع الناس الزبير)، والبسالة فوق الشجاعة وقال الراهب الذي بشَّر برسول الله صلى الله عليه وسلم: ويُعينه على أمره فتىً وشيخ ـ يعني أبابكر وعلي رضي الله تعالى عنهما: أما الفتى فخوَّاضُ غمراتٍ، كشَّاف مُعضلات. وقد تجلَّت شجاعته فـي مبدأ الهجرة الأولى عندما نام فـي فراش رسول الله فكان أوَّل من فدى رسول الله بنفسه، وقال الإمام الرازي (إنَّ الله أنزل على نبيِّه فـي هذا قوله: {ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله} وذكر أن جبريل كان يقول عليٍّ كرَّم الله وجهه: بخٍ بخ؛ من مثلك يباهي به الله ملائكته ! وله المواقف المشهودة فـي كلِّ مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما من غزوةٍ إلا وهو فتاها الأول ولم يهزم قط. وله العلم الوافـي بعلوم الحرب وقد قال كرَّم الله وجهه: قالت قريشٌ إنَّ ابن أبي طالبٍ رجلٌ شجاعٌ ولكن لا علم له بالحرب. لله أبوهم وهل أحدٌ منهم أشدَّ لها مراسا وأقدم منها مقاماً مني، لقد نهضتُ فيها وما بلغتُ العشرين، وها أنا قد ذرَّفتُ على الستين، ولكن لا رأي لمن لا يطاع. إنَّ عليَّ من الله جنة حصينة فإذا حان يومي انفرجت عني وأسلمتني، فحينئذ لا يطيش السهم ولا يبرأ الكلم. ولسيدنا علي المواقف المشهودة فـي بدرٍ وفـي أحد وفـي الخندق وفـي حنين حيث ثبت مع رسول الله وفـي خيبر حيث فتح للمسلمين على يديه وحين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(لأعطينَّ الراية غداً رجلا يحبه الله ورسوله ويحبُّ الله ورسوله) ولم تكن قوَّة الإمام علي قوة بشرية طبيعية بل كانت قوَّةً خصَّه الله تعالى بها فقد رُوي أنَّه لما حمل عليه مرحب اليهودي ضربه فأطار تُرسه من يده، فتناول الإمام علي كرَّم الله وجهه باباً كان عند الحصن فترَّس به عن نفسه، فلم يزل فـي يده وهو يقاتل حتى فتح الله الحصن، ثمَّ ألقاه عن يده وراءه ثمانين شبرا، قال الراوي: فجهدتُ أنا وسبعة نفرٍ على أن نقلب ذلك الباب فلم نقدر. وقد قاتل فـي غزوة الخندق فارسَ الأحزاب عمرو بن عبد ودٍّ حين خـرج وقال: هل من مبارز؟ فأحجم الناس وقال علي كرَّم الله وجهه: أنا له يا رسول الله. فقال صلى الله عليه وسلم: اجلس فإنه عمرو بن عبد ود. ثمَّ كرَّر عمرو النداء وجعل يوبِّخ المسلمين ويقول: أين جنَّتكم التي تزعمون أن من قتل منكم دخلها، أفلا تبرزون ليَّ رجلا وأنشد:ولقد بححتُ من الـنـدا ء بجمعكم هل من مبارزْإنَّ الشجاعةَ فـي الفـتى والجودَ من خير الغرائزْفقام عليٌّ كرَّم الله وجهه وقال: أنا له يارسول الله، فقال له: إنه عمرو فقال: وإن كان عمرأ. فأذن له فأقبل عليه وهو ينشد:لا تعـجـلنَّ فـقـد أتــا ك مجيب قولٍ غير عاجـزْ ذو نـيَّــةٍ وبـصـيـرة والصدق منـجي كـلِّ فائزْإنـي لأرجـو أن أُقـيــ مَ عليك نـائحـة الجنائـزْوفـي روايةٍ أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطاه سيفه ذا الفقار وألبسه درعه الحديد وقال: اللهمَّ أعـنه عليه ـ وفـي روايـةٍ ـ هذا أخي وابن عمي، فلا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين. فمشى إليه عليٌّ كرَّم الله وجهه فقال له: يا عمرو إنك كنت قد عاهدتَ الله لا يدعوك رجلٌ من قريش إلى إحدى خصلتين إلا اخترت إحداهما قال: أجل. قال كرَّم الله وجهه: فإني أدعوك إلى الله ورسول وإلى الإسلام. قال: لا حاجةَ لي بذلك. قال: فإني أدعوك إلى القتال، قال: لم يابن أخي فوالله ما أحبُّ أن أقتلك. قال علي: ولكني أحبُّ أن اقتلك. فغضب عمرو ونزل عن فرسه وأهوى إلي عليٍّ بسيفٍ كأنَّه شعلة نار فاستقبله بالدرقة فقدَّ الدرقةَ وأثبت سيفه فيها، وأصاب رأس عليٍّ فشجَّه وضربه عليٌّ كرَّم الله وجهه على حبل عاتقه فسقط، وكبَّر المسلمون فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم التكبير عرف أن علياً كرَّم الله وجهه قتل عمراً لعنه الله.وفـي تفسير الفخر الرازي أنه صلى الله عليه وسلَّم سأل عليَّا: كيف وجدتً نفسك معه يا علي؟ قال: وجدته لو كان أهل المدينة كلُّهم فـي جانب وأنا فـي جانب لقدرتُ عليهم. وفـي صفين خرج رجلٌ من أهل الشام فقتل أربعةً من أصحاب عليٍّ كرَّم والله وجهه وعليٌّ قد جاوز الستين فخرج إليه الإمام فقتله وقتل ثلاثة آخرين فقال: أربعةٌ بأربعة والجروح قصاص. ورجع فقال عمرو بن العاص لمعاوية رضي الله عنهما: اخرج إليه الآن وادعه للمبارزة فإن الجهد قد بلغ منه. فقال له معاوية: والله ما أردتَ إلا قتلي ليكون لك الأمر من بعدي فأنت تعلم أنَّ عليَّاً لم يهزم قط. مقتل الإمام عليٍّ كرَّم الله وجههبشَّر رسول الله صلى الله عليه وسلم الإمام عليَّاً بالشهادة قال الإمام علي:إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: يا عليُّ إنَّ أمَّتي سيفتنون من بعدي. فقلتُ: يا رسول الله أو ليس قد قلتَ لي يوم أحد حيث استشهد من استشهد من المسلمين وحيزت عني الشهادة، فشقَّ ذلك عليَّ فقلتَ لي: أبشر، فإنَّ الشهادة من ورائك. فقال لي: إنَّ ذلك لكذلك، فكيفَ صبرُك يومئذ؟ فقلت: يا رسول الله ليس هذا من مواطن الصبر ولكن من مواطن البشرى والشكر. وكان من أوَّل الإسلام حريصاً على الشهادة وقد ذكر هذا فـي قوله كرَّم الله وجهه: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا احمرَّ البأس قدَّم أهل بيته فوقى بهم أصحابه حرَّ السيوف، فقُتل عبيدة بن الحارث يوم بدر، وقتل حمزة يوم أحد، وقتل جعفر يوم مؤتة، وأراد من شئتُ ذكرتُ اسمه مثل الذي أرادوا ولكنً آجالهم عُجِّلت ومنيَّته أجِّلت. وقال لقومٍ رموه بالتردد فـي القتال: والله لابن أبي طالبٍ آنس بالموت من الطفل بثديِ أمِّه. وكان يقول عندما كثر خلاف الناس له: أما آن لأشقاها أن يخضِّبَ هذه من هذه. ويشير إلى رأسه ولحيته. وقال كرَّم الله وجهه فـي سحرة اليوم الذي ضُرب فيه: ملكتني عيني وأنا جالس فسنح لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله ما لقيتُ من أمَّتك من الأود واللدد (الإعوجاج)؟ فقال لي: أدع عليهم. فقلت: اللهمَّ أبدلني بهم خيراً لي منهم، وأبدلهم بي شرَّاً لي منهم.ولما خرج للصلاة صاحت الإوزات اللاتي كنَّ فـي البيت واعترضن طريقه، فزجرتهنَّ السيدة زينب رضي الله تعالى عنها، فقال الإمام كرَّم الله وجهه: دعيهنَّ فإنهنَّ نوائ!.وقد تآمر ثلاثةٌ من الخوارج على مقتل سيدنا علي وسيدنا معاوية وسيدنا عمرو بن العاص رضي الله عنهم جميعاً فأما الذي قصد معاوية فأصابه ولم يقتله، وأما الذي قصد عمرو بن العاص فقتل خارجة بدلا عنه وهو يظنُّه عمراً وأما الذي قصد علياً كرَّم الله وجهه فأصابه فـي مقتل وذكر ابن عبدون هذه الحادثة فقال: وليتها إذ فدتْ عمراً بخارجـةٍ فدتْ عليَّاً بمن شاءتْ من البشرِ أي ليتها فـي ذلك اليوم فدت عليَّاً رضي الله عنه بجميع أهل زمانه.جاء عن أحد أصحابه كرَّم الله وجهه: إني لأصلي فـي تلك الليلة بالمسجد الأعظم مع رجال من أهل المصر كانوا يصلُّون فـي ذلك الشهر من أوَّل الليل إلى آخره إذ نظرتُ إلى رجالٍ يصلُّون قريباً من السدَّة قياما وركوعاً لا يسأمون، إذ خرج عليهم علي بن أبي طالبٍ فـي الفجر فأقبل ينادي: الصلاة الصلاة، وبعدها رأيتُ بريق السيف وسمعتُ قائلا يقول: الحكم لله لا لك يا علي، ثمَّ رأيتُ بريق سيفٍ آخر وسمعتُ عليَّاً يقول: لا يفوتنَّكم الرجل.. قيل فأما بريق السيف الأوَّل فكان شبيب بن بحيرة وأما بريق السيف الثاني فكان ابن ملجم لعنهما الله تعالى، وقالت السيدة زينب رضي الله تعالى عنها لما رأت الجرح: ليس بأبي من بأس، فقال ابن ملجم لعنه الله: والله لقد اشتريتُه بألف ـ وسممته بألف، فإن خانني فأبعده الله ـ يعني السيف،أنا بالأمس صاحبكم واليوم عبرةٌ لكم وغداً مفارقُكم، غفر الله لي ولكم،، وإنما كنتُ جاراً لكم جاوركم بدني أياما، وستعقبون مني جثَةً خلاء، ساكنةً بعد حراك، وصامتةً بعد نطقٍ، وليعظْكم هدوِّي وخفوت إطراقي، وسكونُ أطرافـي، فإنَّهُ أوعظ للمعتبرين من المنطق البليغ والقول المسموع، وقد أوصى ولديه الحسن والحسين رضي الله عنهما لما ضربه ابن ملجم لعنه الله: أوصيكما بتقوى الله، وألا تبغيا الدنيا وإن بغتكما، ولا تأسفا على شيءٍ منها زوي، وقولا بالحق واعملا للأجر وكونا للظالم خصماً وللمظلوم عونا. يا بني عبد المطَّلب لا ألفينكم تخوضون دماء المسلمين خوضا، تقولون قتل أمير المؤمنين، ألا لا تقْتُلُنَّ بي إلا قاتلي. انظروا إن أنا متُّ فاضربوه ضربةً بضربة، ولا يمثَّل بالرجل فإني سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إياكم والمثلة ولو بالكلب العقور. إيمانٌ وتسليمٌ بما قضى الله سبحانه وتعالى ودعوةٌ إلى إقامة الحقِّ والعدل يودِّع بها الدنيا.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | |
|