بِـهذي الرحابِ رحابِ الكرامْ | | أنَـختُ رِكـابي، فحاشا أُضامْ |
وكـيف وإنّـي مُـحِبٌّ لَـهُم | | بـتلك الـمَغاني هَوىً وغَرامْ! |
فـما القلبُ يصبو إلى غيرِها | | ورؤيـةُ عـيني سِواها حَرامْ |
إذا زادَ سُـقْمي وعَـزَّ الشِّفاء | | فـقُربيَ مِـنها يُـزيلُ السُّقامْ |
وإن لـم أُمَـتِّعْ بـها ناظِري | | فـأنّى لِـعَينَيَّ طِيبُ المَنامْ ؟! |
كَـلِفتُ صـغيراً بتلك الربوع | | وقـلبي يَـحِنُّ لـتلك الـخِيامْ |
ولـيس عـجيباً.. فـإنّ بِـها | | مَـقامَ نـفيسةَ بِـنتِ الـكِرامْ |
نـفيسةُ ذاتُ الـعلومِ، ومَـن | | مِـنَ اللهِ فـازَت بـأعلى مَقامْ |
كـشـمسِ الـنهارِ كـراماتُها | | وكـم مِن دليلٍ على ذاك قامْ! |
فـكم مِـن أخـي شِقْوةٍ أَمَّها | | فـعادَ سـعيداً ونـالَ الـمُرامْ |
وكـم مِـن حـزينٍ أتاها فَعادَ | | قَـريرَ الـعُيونِ عَـلاهُ ابتسامْ |
أسـيّـدتي إنّـنـي واقـفٌ | | بِـبابِكِ أرجـو.. وَجُودُكِ عامّْ |
نَـعَم، إنّـني لـم أكُنْ صالحاً | | وإنّ ذنـوبي عِـظامٌ جِـسامْ |
ولـكنْ نـزلتُ بـساحةِ مَـن | | تُجيب الضعيفَ إذا الدهرُ ضامْ |
فـأنتِ رجـائيَ بَـعدَ الإلـه | | ومَن جاء هذا الحِمى لا يُضامْ |
وجَـدُّكِ طـه شـفيعُ العُصاة | | وغَـوثُ الخلائقِ يومَ الزِّحامْ |
عـليه مِـن اللهِ فـي كلِّ آنٍ | | أجَـلُّ الـصلاةِ وأزكى السلامْ |