ابراهيم المشرف العام
عدد المساهمات : 4536 نقاط : 13294 السٌّمعَة : 262 تاريخ التسجيل : 27/07/2009 العمل/الترفيه : اعمال حرة
| موضوع: مذكرات شيخ القراءأبو العينين شعيشع الحلقة الأخيرةالتجلي في آل عمران السبت سبتمبر 12, 2009 12:17 pm | |
| مذكرات شيخ القراءأبو العينين شعيشع الحلقة الأخيرةالتجلي في آل عمران | كتب :عبدالحفيظ سعد
ينهي معنا اليوم الشيخ أبو العنيين شعيشع مذكراته. بعد أن سرد لنا علي مدار الحلقات الماضية قصة حياته منذ نشأته في بلدته بيلا بكفر الشيخ. وفسر سر صوت الحزن لديه الذي ربط الشيخ بينه وبين وفاة والده مبكرا فكسا الشجن صوته.. ورأينا كيف كان بزوغ نجم الشيخ مبكرا بعد أن أعتمد كقاريء في الإذاعة وعمره17 عاما وبعدها أنتقل للشهرة مع الليالي القرآنية متنقلا في سفر وذكريات في الخارج والداخل... ليصل معنا لاحدي المحطات المهمة في سيرة القراءة لدي الشيخ شيشع أنها محطة التجلي.. أحد الأسرار المهمة في قراءة الشيخ أبوالعينين شعيشع أنها حالة روحانية لايصفها الكلام ولكنه يعبر عنها فقط أداؤه في القراءة. عندما يصل فيها للأعماق ليخرج صوته كأنه نابعا من السماء لايدري أو يشعر بمن حوله من أهل الأرض..
وكأنها مسحة صوفية يغيب في العقل المدرك ليصل إلي حالة التلامس في غيبي وروحاني محكوم بحدود القرآن وقداسته وكأنه يقرأ من نبع رباني..
حالة التجلي هذه يصفها لنا الشيخ أبوالعينين شعيشع وهو يسرد مذكراته فيقول في الحقيقة أنا لا أدري كيف أصل لحالة التجلي.. أحيانا كثيرة وأنا أقرأ القرآن أجد نفسي في ملكوت آخر. لا أشعر بمن حولي أحيانا أشعر كأنني مغيب.. مثل الذي يطير مع بساط الرياح يميل ويتحرك وأشعر أنني لا أتحكم فيما أقول, ولكن قوي ما تحركني هي التي تدفعني كأنني عصفور أطير بلا أجنحة.. حالة لا أستطيع أن أصفها هي شعور يتملكني لاأقدر علي وصفه ولكنه لا يخرج عن حدود القرآن.
أشعر وكأنني هايم بكلام الله قوة أخري غير قوتي ووعي أخر غير ادراكي يسيطر علي كل حواسي وكأنني مسير بقوة روحية. الحالة التي تتملكني تنتقل لمن يستمع إلي. في أحدي المرات وأنا في مأتم في الستينيات تملكتني حالة التجلي وانتقلت لأحد السميعة وأخذ يصرخ الله.. الله حتي سقط علي الارض مغشيا عليه. في حالة التجلي لا أتملك جسدي ولا أشعر بمن حولي عندما أختم وأنهي القراءة لربع القرآن أشعر للحظات أنني غريب عن المكان وكأني قادم من بقعة أخري.. أحتاج للحظات حتي أتملك شعوري وأحساسي بالمكان, أحيانا كثيرة كنا نظل نقرأ من منتصف الليل ولا نختم الا عند طلوع الشمس عندما تضرب الشمس فينا فتجعلنا نفيق...!
في الحقيقة لم أكن ادرك في شبابي ما أقوم به من حالات التجلي رغم التجاوب الكبير من السميعة حولنا وللأسف أغلب التسجيلات الخاصة بالقراءة في مرحلة الشباب لم أجدها تحت يدي فهناك مئات القراءات ضاعت ولا أجدها مصدرا لها مثل التسجيلات في فترة إذاعة الشرق الأدني في بداية الأربعينيات من القرن العشرين..
واعتقد أن قراءات التجلي عندي ارتبطت بفترة الشباب كان الذهن وقتها في حالة صفاء الذهن ونتمتع براحة البال.. وأيضا كنا نملك عزيمة وقوة الشباب وللأسف قلت حالة التجلي لدي بعد أن تقدمت في العمر مما صعب من تسجيل تلك الحالات...
ولكن منذ خمس أو ست سنوات فوجئت بتليفون يأتي لي من زوج المطربة الراحلة عصمت عبدالعليم وهو مطربة شهيرة في فترة الستينات غنت مع نجاة أغنية طاير يا حمام في أوبريت أم شناف وقال لي زوجها أن زوجته الراحلة تحتفظ بتسجيلات نادرة لي في الستينيات كانت زوجته المطربة عصمت عبد العليم سجلتها لي.
وذهبت إليه بعد فترة ولكني للأسف لم أجد عنده سوي تسجيليين فقط لي لسورتي آل عمران والقصص. وكانت آل عمران تمثل قمة التجلي لي.. أخذت من الرجل هذين التسجيلين وكانا مهلهلين وذهبت بهما إلي مهندس الصوت الخاص بي سمير عوض وعملت ترميمات لتلك ليعيدهماحالتهما الاولي ومن هنا جاء التجلي لي في القراءة في صورة آل عمران. واعتبر أن حالة التجلي نفحة ربانية. واعتقد أن حامل القرآن في خشوع دائما يمنحه الله النفحات.
سوف أسرد عليكم قصة حدثت لي في السعودية أنا كنت في جدة أثناء موسم الحج وطلبت من المشرفين علي الاذاعة في جدة أنني أرغب في حضور غسيل الكعبة وأنا كنت أرغب في الحضور باكرا قبل أن يحضر موكب الملك ليغسل الكعبة من الداخل وكان وقتها الملك فيصل في أواخر ايامه. وحضر لي السائق وانتظرنا حضور المرافق ولكن تأخر فقلت للسائق ياله بينا علي مكة فقال لي السائق لن نستطيع الدخول بدون المرافق فقلت له أتحرك وربنا هيفرجها علي أمل أن أجد هناك أحد الموظفين في الاذاعة يمكن يدخلني لحضور غسيل الكعبة المشرفة.
وذهبت للفندق المخصص للإذاعة وكان بجوار الحرم فسألت علي الموظف المخصص لوزارة الاعلام فقالوا لي في الفندق أن جميع الموظفين في وزارة الاعلام ذهبوا لحضور غسيل الكعبة ولأن جلالة الملك سوف يحضر الان. وضاقت أمامي الدنيا وكاد أملي يضيع في حضور غسيل الكعبة وأنا كنت أرتدي جلابية وطاقية ولا أحد يعرفني فاخذت بعضي وجلست في ركن في الفندق وبكيت ورفعت يدي للسماء وقلت يارب أنا جاي ضيف عليك وعاوز أدخل بيتك. وأنت أكرم الأكرمين. وأغمضت عيني وفجأة جاءني واحد لا أعرفه ولا يعرفني وقال لي أنت الشيخ أبو العينين شعيشع قلت نعم فقال لي أنت عاوز تدخل الكعبة قلت له أنا أتمني من ربي أن ينعم علي بذلك.
أنا أستغربت من مجيء الرجل وكانت الدموع تنسال من عيني. وجدت الرجل يقول فرج الله كبير وأعطاني تذكرة لايوجد بها أسمي والا أي بيانات مجرد ورقة فاضية لايوجد بها أي شيء وقال أذهب يا شيخ وستدخل علي بركة الله وخرجت أجري من الفندق ناحية الحرم وكان الجنود والعساكر يحيطون المكان لتأمين دخول الملك.. ورفعت الورقة اللي أعطاني الرجل أياها فقلت وفتح لي الجنود والعساكر الحواجز دون أن يروا الورقة ووجدت الطريق ممهدا أمامي وأنا أسير ناحية الكعبة ودخلت قبل حضور الملك بثلاث دقائق وشعرت وقتها أنني مثل الطير أنتقل بين جنبات الكعبة وأتفحص جدرانها ولا استطيع ان أتمالك نفسي من الفرح وأمسح شالي بإرضية الكعبة.. وأستنشق من هواها وكدت أنام وشعرت وقتها أنني في حالة تجل.. وخرجت من الكعبة أبحث عن الرجل الذي أعطاني الورقة فلم أجده ووصفت هيئته وملامحه فلم يعرفه أحد وسألت السائق الذي كان برفقتي هل يعرف الرجل الذي أعطاني الورقة لأدخل الكعبة فقال أنه لم ير أحدا قابلني داخل الفندق واني كنت أبكي لوحدي وفجأة خرجت من الفندق أجري ومعي الورقة.. وسألت المسئولين في إذاعة السعودية هل أخبروا أحدا أنني أريد دخول الكعبة فلم يجيبوني.وأدركت أن ما حد ث عطية من الله مثلما كان صوتي منحة منه تعالي.. غدا. سيرة وحياة صوت العذوبة. طه الفشني.. |
| |
|