ابراهيم المشرف العام
عدد المساهمات : 4536 نقاط : 13294 السٌّمعَة : 262 تاريخ التسجيل : 27/07/2009 العمل/الترفيه : اعمال حرة
| موضوع: رسالة إلى العقل والقلب الخميس أكتوبر 15, 2009 4:33 pm | |
| النبأ العظيم
( قُل لَّوْ شَاء اللّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَدْرَاكُم بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُراً مِّن قَبْلِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ )
كل المؤرخين مجمعون على أن النبي نشأ أميا لا يعرف القراءة و الكتابة و أنه لم يكن يقرض الشعر في حياته بينما كانت العرب تفتخر ببراعتها البلاغية ويقيمون الأسواق يتباهون فيها بالقصائد الطوال والمعلقات الجياد ولم يكن لمحمد أى شأن يذكر في هذا المضمار من قريب أو بعيد. ثم ماذا؟ ثم خرج علهم محمد بين عشية وضحاها بآيات بينات غاية في البلاغة وجمال النظم تحدى بها قومه بل تحدى بها العالم كله -وهكذا الرسل تأتي بمعجزات من جنس ما برع فيه أقوامهم ليكون أبلغ في الإعجاز- وقال للناس( لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً ). فانظر إلى هذا النفي المؤكد بل الحكم المؤبد هل يستطيع عربي يدري ما يقول أن يصدر هذا الحكم وهو يعلم أن مجال المساجلات مفتوح بين العرب على مصراعيه؟ ألم يكن يخشى أن يثير هذا التحدي حميتهم الأدبية فيهبوا لمنافسته وهم جميع حذرون؟ سل نفسك لو طوعت لمحمد نفسه أن يصدر هذا الحكم على أهل عصره فكيف يصدره على الأجيال القادمة إلى يوم القيامة بل على الإنس والجن؟ ثم سلها ألم يفز القرآن في هذا التحدي فلم يهم بمعارضته أحد إلا باء بالعجز الواضح والفشل الفاضح على مر العصور والدهور. لقد نزل هذا التحدي إلى أن يأتوا بعشر سور مثله فما استطاعوا ثم نزل أكثر إلى سورة واحدة تضارع أقصر سور القرآن وأعلن أنهم لن يستطيعوا فهل سمعت أن رجلا ألف سورة مثل سور القرآن تلقاها العالم بمثل ما تلقى به القرآن؟ سل نفسك كيف ظل القرآن محفوظا إلى اليوم كما وعد الله ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) يتناقله المسلمون جيلا بعد جيل متواترا بينهم بنفس اللغة لا تتغير فيه كلمة ولا حرف ولا حركة تشكيل بطريقة هي أعلى طرق الرواية تثبتا وحفظا في حين أن غيره من الكتب فُقِدت أو غُيِّرت أو اندثرت لغاتها الأصلية. سل التاريخ كم مرة تسلط الكفار على المسلمين فأثخنوا فيهم القتل وأكرهوا أمما منهم على الكفر وأحرقوا الكتب وهدموا المساجد وصنعوا ما كان يكفي القليل منه لضياع هذا القرآن كُلا أو بعضا كما فُعل بالكتب من قبله لولا أن يد العناية تحرسه فبقي وسط هذه المعامع رافعا راياته و أعلامه حافظا آياته و أحكامه.
ألم تعجب كيف يسره الله القرآن للحفظ ما لم ييسر لأى كتاب آخر فتجد أن الطفل يبلغ السادسة من عمره وقد حفظ القرآن كله وقد يكون مع ذلك أعمى ! كيف يحدث ذلك الانسجام العجيب بين الفطرة البشرية وبين القرآن إلا أن يكون خالق النفس البشرية هو نفسه مصدر هذا القرآن؟
ثم إنك إذا تأملت طريقة نزول القرآن رأيت عجبا.فإنه لم ينزل جملة واحدة من السماء لكن كان ينزل مفرقا حسب الوقائع والأحوال فربما نزلت بدايات سورة ولا تنزل خواتيمها أو أواسطها إلا بعد عشر سنين تكون خلالها نزلت سور أخرى وختمت أو لم تختم فإذا هبط جبريل على النبي بآيات جمع النبي أصحابه ليكتبوا وراءه ثم يقول ضعوا آية كذا في سورة كذا في موضع كذا وآية كذا في سورة كذا وهكذا فتوضع الآية في مكانها الذي نزلت من أجله في أول السورة أو وسطها أو آخرها بين آيتين قد تكونا نزلتا قبلها بعشر سنين فتقرأ السورة فلا تحس بأي تنافر بين أجزائها. ثم إن الآية توضع مكانها الذي نزلت من أجله ولا يتغير هذا المكان بعد ذلك أبدا لا تقديما ولا تأخيرا حتى اكتمل هذا الكتاب المعجز في أجمل صورة وأعظم تركيب فأي تدبير محكم وأى تقدير مبرم وأى علم محيط لا يضل ولا ينسى ولا يتردد كان قد أعد لهذه المواد المبعثرة نظامها وهداها إلى ما قدره لها حتى صيغ منها ذلك العقد النظيم وسرى بينها هذا المزاج العجيب؟ (أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيرا )
يتبع
| |
|
المنتصربالله عضو جديد
عدد المساهمات : 253 نقاط : 345 السٌّمعَة : 16 تاريخ الميلاد : 10/02/1984 تاريخ التسجيل : 29/07/2009 العمر : 40
| موضوع: رد: رسالة إلى العقل والقلب الخميس أكتوبر 22, 2009 4:55 am | |
| | |
|
ابو العربى عضو مميز
عدد المساهمات : 52 نقاط : 54 السٌّمعَة : 12 تاريخ التسجيل : 08/11/2009
| موضوع: رد: رسالة إلى العقل والقلب الأحد نوفمبر 08, 2009 2:56 pm | |
| | |
|